بالصور: فعالية الحملة الوطنية لإنقاذ غابات برقش من الاعدام

كتابة: عبير هشام أبو طوق

تصوير: غدير هشام أبو طوق

شكر: أتوجه بجزيل الشكر للقائمين على الحملة الوطنية لإنقاذ غابات برقش من الاعدام، وأخص: غيث .. ليث .. فراس .. أنس القدح، وغيرهم الكثير ممن لديهم قناعة راسخة بأن “البشر والشجر في كفة واحدة، فلا تفضيل لأحدهما على الآخر .. فنحن لا نستطيع العيش في بيئة نظيفة ما دامت المساحات الخضراء تتقلص شيئا فشيئا”.

كتبت صباح الجمعة الماضية، الموافق 10/6/2011 من خلال صفحتي الشخصية على تويتر العبارة التالية: صباح الخير يا أردن .. صباح الخير يا غاباتنا الجميلة في برقش والتي تُصر الحكومة على قطعها لبناء أكاديمية عسكرية”.

بعد ذلك، غادرت البيت برفقة أختي غدير وجمع كبير من الصحفيين، العائلات الأردنية اضافة الى نشطاء ومهتمين في الجانب البيئي باتجاه برقش، وكنت طوال الطريق المكسوة بالأشجار الخضراء الكثيفة أتساءل بيني وبين نفسي: لماذا تُصر القوات المسلحة على بناء الأكاديمية العسكرية في برقش، لماذا ستقتلع شجر يتجاوز عمره عشرات السنين لتقيم بدلا منه بناء حجري، اسمنتي سيفقد المنطقة الخضراء جمالها، ويمنع الهواء العذب من الوصول لها ولساكنيها وزائريها؟!

طبعا، الأسئلة السابقة وغيرها الكثير لم تكن مثار حيرة لي وحدي، فقد كانت الهاجس الأكبر لجميع المشاركين في الزيارة التضامنية والتي نظمتها الحملة الوطنية لإنقاذ غابات برقش من الاعدام لمجموعة من الصحفيين والمهتمين في المجال البيئي، والتي استغرقت يوما كاملا في ربوع برقش الخضراء، والتي نتمنى أن لا يطالها أي أذى.

وصلنا أرض برقش، شاهدنا المناظر الرائعة لجبال فلسطين الشامخة، تعرفنا على أنواع نادرة جدا وعلى المستوى العالمي من الأشجار الحرجية والنباتات البرية اضافة الى كائنات حية فريدة من نوعها، على هذه الأرض “برقش” لا يزال الجدل دائرا منذ فترة لتنفيذ مشروع عسكري، تقول عنه القوات المسلحة الأردنية بأنه سينعش المنطقة، ويساهم في تشغيل أبنائها في الجيش، فالأشجار التي سيتم ازالتها سُيعاد زراعتها في مكان آخر بحسب مسؤول في الجيش!

وفي ذلك كتبت على تويتر أيضا “بأننا كأشخاص بحاجة الى أن نعيش (300) سنة لنشهد نمو الأشجار في مكانها الجديد، وهذا طبعا مستحيل”، وهذا ما يراه البعض من المواطنين عاديا، فمن الممكن إزالة الأشجار وإعادة زراعتها في مكان جديد.

كمواطنة وصحفية أتفهم مثل هذه التصريحات من المواطنين البسطاء والذين لا خلفية لهم عن الزراعة تحديدا، لكن ما يثير الأسى أن يخرج علينا وزير الزراعة سمير الحباشنة في تصريح لخبرني ليقول لمجموعة من المعتصمين من أهالي برقش والمؤيدين لإقامة الكلية العسكرية “مشروع الكلية قائم، قائم وهذه رغبة سيدنا”، ألم يقل الملك عبد الله الثاني أكثر من مرة مخاطبا المسؤولين بأنه “لا يوجد توجيهات من فوق”؟!

مقابل كل الأصوات السابقة بتأييد إقامة الأكاديمية العسكرية في برقش، نجد أن هناك معارضة شديدة لهذا المشروع من الكثير من الأطراف سواء ذات العلاقة المباشرة كالجمعية الملكية لحماية الطبيعة أو غيرها من الأفراد، المؤسسات، والناشطين في المجال البيئي والمهتمين فيه.

فقد التقيت خلال زيارتي لبرقش بمجموعة من الأهالي والذين عُرض عليهم مبلغ مالي مُعين – لم يكشفوا عن قيمته المادية – سُيقدم لهم كتعويض من الجيش لاستملاك أراضيهم لإقامة المشروع، وهؤلاء يرفضون البيع كما يرفضون فكرة تنفيذ الأكاديمية في برقش ومناطقها الخضراء، على اعتبار أن الأردن مليء بالمساحات الكبيرة والصحراوية والتي تعتبر مكان مناسب لتدريبات الجيش.

ومن هؤلاء، أبو أحمد زيتون (70) عاما، والذي لم يتوقف عن الحديث الينا بأسى عما سيحصل لبرقش مستقبلا اذا تم بناء الأكاديمية العسكرية فيها، وقد حمل لافتة كُتب عليها “اسألني عن برقش، حياتي ومماتي بين أشجاري”، يقول زيتون “أنا برفض أتنازل عن أرضي، وين بدي أروح أنا وأولادي والجيران لما يقطعوا الشجر؟، ما بضللنا هوا نظيف نتنفسه”.

مستنكرا زيتون وبشدة رغبة البعض من أهالي برقش ببيع أراضيهم مقابل مبالغ مالية معينة، “لأنه المصاري بتروح وبتيجي، أما الشجر بده سنين ليكبر”، معتبرا أن هؤلاء سيندمون لاحقا “وقت لن ينفع فيه الندم، لأنه بكون الشجر تقطع والأكاديمية صارت”.

الكاتب الصحفي في جريدة الدستور رمزي الغزوي، والذي كتب مقالة قبل سنتين عن برقش تحدث الينا بفخر عن نجاح الحملة الوطنية لإنقاذ غابات برقش من الاعدام لقوله “إنها الحملة الأولى في تاريخ الأردن والتي تشهد تفاعل شعبي ضخم جدا مع أهدافها ومساعيها للحفاظ على اشجار برقش كما هي”، مضيفا “مع احترامنا للمؤسسة العسكرية، لكننا لن نستطيع إحداث تنمية حقيقية بإقامة أكاديمية عسكرية فوق المساحات الخضراء، فالمسألة لا تقتصر على تقطيع الأشجار فقط، حيث سيتمد الضرر للغطاء النباتي والحيوي بأكلمه في المنطقة”.

المهندس سمير القضاة، من أهالي المنطقة أكد الرفض القاطع “للاختباء وراء الملك في اطلاق التصريحات المؤيدة لإقامة الأكاديمية العسكرية، لماذا لا يتم بنائها في الزرقاء وتحديدا (خو) بدلا من برقش؟!”.

وكنت قد كتبت مجموعة من “التويتس” والتي تتنوع الآراء فيها لأهالي المنطقة ونشطاء بيئة حول إنشاء الأكاديمية العسكرية في برقش، ومن هذه الآراء:-

– ناشط بيئي: كتير بضحك كلام المسؤولين في الجيش لما يقولوا: بدنا نزرع شجر برقش في مكان تاني!

– سيدة من برقش: الجيش وعدنا يشغل أولادنا في الأكاديمية .. وما أظن أنهم بكذبوا علينا.

– ابراهيم زيتون، مزارع في برقش: خلي الجيش يبني أكاديمياته في الصحرا مش على حساب الشجر.

– سيدة من برقش: كل أولادنا في الجيش .. مؤسسة الملك، فليش ما نسمح بأكاديمية عسكرية لعيون أبو حسين؟

– ناشط بيئي: ليش الجيش بقول أنه الأكاديمية ما رح تأثر على الشجر، هالحكي غلط، البناء بده يدمر الغطاء النباتي كله.

طبعا، هذا غيض من فيض، فلا يتسع المجال هنا للاحاطة الكاملة بالموضوع وتداعيات القرار الذي لم يثبت بعد بإقامة الأكاديمية في برقش أو تغيير مكانها، لذلك .. أنصحكم بمتابعة الروابط التالية والتي تُقدم لكم معلومات وافية عما يحصل الآن في برقش.

فيديو، ليش برقش، تلفزيون الوب عرمرم.

عشرة أسباب لتقول “لا” لتقطيع الأشجار في برقش

مجموعة من “التويتس” على تويتر، والخاصة في برقش

كمواطنة .. صحفية .. ومهتمة جدا في الشأن البيئي أصبح لديّ قلق كبير تجاه هذا المشروع والذي سيُدمر آخر ما تبقى من مساحات خضراء في الأردن لصالح الأبنية الاسمنتية العسكرية.

يا برقش .. عليك السلام

abeeryarmouk2010@gmail.com

About abeerabutouqyarmouk

صحفية .. اهتم بابدعات الشباب الاردني.
هذا المنشور نشر في Uncategorized وكلماته الدلالية . حفظ الرابط الثابت.

5 Responses to بالصور: فعالية الحملة الوطنية لإنقاذ غابات برقش من الاعدام

  1. ALivx كتب:

    موضوع كثير جميل زي دائما يا عبير
    حبيب اصرار الناس في انقاذذ غابة لاني مهم و زي ما قال يلي في صورة استثمار لا يعني دمار

  2. Khaled Eid كتب:

    شكرا يا عبير على هذا المقال الرائع وسررنا بوجود عين للصحافة معنا يوم الجمعة

  3. Feras Smadi كتب:

    تحياتي استاذه عبير وشكرا لانك ..أرخت…بقلمك وعدستك..
    .لما يحدث في الوطن..اشكرك مرة اخرى

  4. nadamahafzah كتب:

    مرحبا عبير المقالة مكتوبة بطريقة مرتبة وحلوة..
    زوري مدونتي

    متى ترتفع قيمتك؟

  5. Jad كتب:

    يعطيكي الف عافية استاذة عبير … مقالة متكاملة .. بالتوفيق

اترك رداً على nadamahafzah إلغاء الرد